القمر و القمر الجديد و تأثيره الطاقي

القمر و القمر الجديد و تأثيره الطاقي

المقدمة: القمر وتأثيره الطاقي

يعد القمر، التابع الطبيعي الوحيد للأرض، موضوعًا للإعجاب والتقدير منذ آلاف السنين. يؤثر القمر على الأرض بطرق متنوعة، من التحكم في المد والجزر إلى لعبه دورًا مركزيًا في العديد من المعتقدات الثقافية والروحية. علميًا، يؤثر القمر بفضل جاذبيته ليس فقط على المحيطات، بل يساهم أيضًا في استقرار محور الأرض، مما يؤثر على مناخها وفصولها.

ومع ذلك، إلى جانب تأثيراته المادية، يحظى القمر بأهمية كبيرة في علم القمر و لغة النجوم والفلك. في هذه المجالات، يُعتبر القمر رمزًا قويًا للحدس والعواطف والعقل الباطن.

كما أنه يعتقد أن كل مرحلة من مراحل القمر تحمل طاقة فريدة، تؤثر على جوانب مختلفة من الحياة مثل النمو الشخصي، والعلاقات، والصحة، والإبداع. في علم لغة النجوم، يُعتقد أن موقع القمر ومراحله يؤثران على كيفية شعور الأفراد وتصرفاتهم وتجاربهم في العالم من حولهم.

  • المحاق يُمثل البدايات الجديدة وتحديد النوايا للمستقبل.
  • المراحل المتزايدة (الهلال، الأحدب) تشجع على النمو والتوسع والمضي قدمًا.
  • البدر يرتبط بالاكتمال والتنوير والتخلص من ما لم يعد مفيدًا.
  • المراحل المتناقصه (الأحدب، الهلال) تعزز التأمل الداخلي، والتخلي، والاستعداد للدورات الجديدة.

تُعتبر كل مرحلة انعكاسًا للإيقاعات الطبيعية للحياة—دورات النمو، والتحول، والتخلي—التي تتماشى مع تأثيرات القمر المادية وأثره الميتافيزيقي على ذواتنا الداخلية.

مراحل القمر بالترتيب هي كما يلي:

  1. المحاق (New Moon): يُعرف أيضاً بالقمر الجديد، ويعد بداية دورة قمرية جديدة. في هذه المرحلة، يكون القمر والشمس في نفس الاتجاه، بحيث يكون القمر مظلماً عند النظر إليه من الأرض. يحدث ذلك لأن الجزء المضيء من القمر يكون في الجهة المقابلة التي تواجه الشمس، وعندما يكون القمر بين الشمس والأرض، يظهر كما لو أنه يغطي الشمس جزئياً أو كلياً، مما يؤدي إلى حدوث كسوف الشمس.

  2. الهلال المتزايد (Waxing Crescent): يأتي هذا الطور بعد مرحلة المحاق، عندما يبدأ القمر بالدوران حول الأرض. في هذه المرحلة، يبدأ الجزء المضيء من القمر بالظهور تدريجياً.

  3. التربيع الأول (First Quarter): يحدث عندما يكون نصف القمر الأيمن مضاءً والجزء الأيسر مظلماً. يزداد الجزء المضيء من القمر تدريجياً حتى يصل إلى اكتماله. في هذه المرحلة، يكون القمر على بُعد 90 درجة عن الشمس، ويُسمى بالتربيع الأول لأنه يقطع ربع المسافة حول الأرض منذ المحاق.

  4. الأحدب المتزايد (Waxing Gibbous): في هذه المرحلة، يتم إضاءة أكثر من نصف سطح القمر بأشعة الشمس. يزداد الجزء المضيء من القمر من 50% إلى 99.9%. يُطلق عليه اسم "الأحدب" لأنه يبدو أكبر من نصف دائرة ولكنه أقل سطوعًا من البدر.

  5. البدر (Full Moon): يكون القمر في هذه المرحلة في استقامة واحدة مع الشمس والأرض، بحيث تكون الأرض بين الشمس والقمر. يكون القمر في أقصى سطوعه في هذه المرحلة، وفي حال وقوع الشمس، الأرض، والقمر في خط مثالي، يحدث خسوف القمر.

  6. الأحدب المتناقص (Waning Gibbous): في هذه المرحلة، تبدأ إضاءة القمر بالتناقص بعد أن كانت أكثر من نصف سطحه مضاءً. تستمر الإضاءة في التناقص تدريجياً من 99.9% إلى 50.1%. يُسمى "الأحدب" لأن شكل القمر يكون بيضاوياً، و"المتناقص" لأن إضاءته في انخفاض.

  7. التربيع الثاني (Last Quarter): في هذا الطور، يكون الجانب الأيسر من القمر مضاءً والجانب الأيمن مظلماً. تنخفض إضاءة القمر تدريجياً حتى يصل إلى المحاق. يلاحظ القمر في هذا الطور عند منتصف الليل ويغرب في فترة الظهيرة.

  8. الهلال المتناقص (Waning Crescent): هذا هو الطور الأخير من الدورة الشهرية للقمر، ويبدأ بعد التربيع الثاني ويستمر حتى المحاق التالي. ينخفض الجزء المضيء من القمر تدريجياً من 49.9% إلى 0.1%، ويشبه شكله الهلال المتضائل.

تحدث هذه المراحل بشكل متسلسل أثناء دوران القمر حول الأرض، وتقسم إلى أربع مراحل رئيسية: المحاق، التربيع الأول، البدر، والتربيع الثاني، بالإضافة إلى أربع مراحل فرعية: الهلال المتزايد، الأحدب المتزايد، الأحدب المتناقص، والهلال المتناقص. من أبرز الظواهر التي تحدث خلال هذه المراحل هي الخسوف، والذي يحدث عندما يكون القمر في مرحلة البدر.

 



القمر الجديد

عادةً ما يُظهر طور القمر الجديد ذو الإضاءة الخافتة انخفاضًا في طاقتنا،
لكن هذا لا يعني انخفاضًا في الطاقة أو سلبية،
بل هو مجرد فرصة ضرورية للراحة وإعادة ضبط النفس
قبل أن تبدأ طاقتنا ونشاطنا بالارتفاع مجددًا.
احترم هذه اللحظة القمرية بالسماح لنفسك بالاسترخاء، واستعادة نشاطك قدر الإمكان.


كيف يمكن أن يؤثر ذلك علينا؟

كما هو الحال مع أي قمر جديد أو بدر، فإن الجذب المغناطيسي المتزايد قد يسبب انقطاعات في النوم وتقلبات في المزاج. احترم جسدك بالنوم عندما تكون متعبًا والاستيقاظ عندما لا تكون كذلك - قد يكون هذا خروجًا عن جدول نومك المعتاد، وهذا أمر طبيعي!

الآن وقد امتصصت طاقة الضوء الخافت وأعدت شحن روحك، يمكن أن تتوسع طاقتك وحافزك وزخمك تمامًا كما يضيء ضوء القمر أكثر إشراقًا طوال الشهر.

عندما نحتضن هذه المرحلة من انخفاض الطاقة ونمنح أجسادنا وأرواحنا الانتعاش الذي تحتاجه، فإن ذلك يكافئنا بطاقة إضافية للمضي قدمًا. عندما نحاول مقاومة هذا التدفق الطبيعي، نشعر بالتوتر والإرهاق والذنب تجاه المشاعر التي لا نسمح بها. لذا، لا تتردد في دخول شرنقتك، وألغِ خططك إذا رغبت في ذلك، ولا تشعر بالسوء لعدم الرد على الرسائل اليوم - أنت في سبات القمر الجديد!

تنقية الأحجار تحت القمر الجديد

القمر الجديد هو الوقت الأمثل لتنقية أحجارك من أي طاقة راكدة أو منخفضة أو سلبية.

الطريقة: ضعي أحجارك وأحمر الخدود وظلال العيون وأقلام التحديد المزينة بالأحجار بالقرب من النافذة خلال القمر الجديد. ستُنقيها طاقة القمر من أي طاقة أو نوايا غير مرغوب فيها.

بعد تنقية أحجارك، انطلقي خطوة أخرى واملأيها بالطاقة الإيجابية والنوايا الشخصية. أمسكيها  بين يديكِ وفكري في الطاقة التي ترغبين في أن تحملها لكِ - الوفرة، الحب، الصحة، التعاطف - أي شيء تحتاجينه أكثر في هذا الشهر!

التقويم القمري والتقويم الهجري


السنة القمرية هي المدة التي يستغرقها القمر لإتمام 12 دورة حول الأرض، بحيث يمثل كل دورة شهراً قمرياً واحداً. وحيث أن الدورة القمرية الواحدة حول الأرض (كما يراها المراقب من الأرض) تستغرق حوالي 29.530588 يوماً (أي 29 يوماً و 12 ساعة و 44 دقيقة و 2.8032 ثانية)، فإن الشهر القمري يتراوح بين 29 و30 يوماً.

أما السنة التي تضم 12 دورة قمرية، فإنها تستغرق 354.367056 يوماً، أي أنها أقصر بحوالي 11 يوماً تقريباً (10.875 يوم) من السنة الشمسية، وهي السنة المعتمدة في التقويم الميلادي.

بناءً على ذلك، يُستخدم التقويم القمري في التقويم الهجري الذي يعتمد عليه المسلمون في تحديد مواعيد الأحكام الشرعية. السنة القمرية في الإسلام تتكون من 12 شهراً، وهي: محرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الثاني، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، وذو الحجة. في الإسلام، يتراوح عدد أيام الشهر القمري بين 29 و30 يوماً، بينما يعتقد الفلكيون أن الشهر القمري يعادل 28 يوماً. وبالتالي، هناك يومان في كل دورة قمريّة يدخل فيهما القمر مرحلة المحاق، حيث يكون مختفياً تماماً.

تختلف التقاويم القمرية في كيفية تحديد اليوم الأول من الشهر. في بعض التقاويم مثل التقويم الصيني، يُعتبر اليوم الأول من الشهر هو اليوم الذي يظهر فيه المحاق في منطقة زمنية معينة. في تقاويم أخرى، مثل التقويم الهندوسي، يبدأ الشهر في اليوم الذي يلي اكتمال القمر أو المحاق. أما في التقاويم مثل التقويم العبري والتقويم الهجري، يعتمد تحديد بداية الشهر على رؤية الهلال الجديد، حيث يتم رصد الهلال في نهاية الشهر السابق.


Back to blog

Leave a comment